no2a_love
المساهمات : 144 تاريخ التسجيل : 22/03/2010 العمر : 31
| موضوع: هكذا يكون الحب السبت أبريل 03, 2010 2:14 pm | |
| قرر صاحبنا الزواج وطلب من اهله البحث عن فتاة مناسبة ذات خلق ودين.. وكما جرت العادات والتقاليد حين وجدوا احدى قريباته وشعروا بأنها تناسبة ذهبوا لخطبتها ولم يتردد اهل البنت في الموافقة لما كان عليه صاحبنا من مقومات تغري اي اسره بمصاهرت وسارت الامور كما يجب واتم الله فرحتهم وفي عرس جميل ومتواضع اجتمع الاهل والاصحاب للتهنئ وشيئا فشيئا..
بعد الزواج وبمرور الايام لاحظ المحيطين بصاحبنا هيامه وغرامه الجارف بزوجته وتعلقه به وبالمقابل اهل البنت استغربوا عدم مفارقة ذكر زوجها من لسانها ، اي نعم هم مؤمنون بالحب ويعلمون انه يزداد بالعشرة الزوجية ولكن الذي لايعلمونه او لم يخطر ببالهم انهم سيتعلقون ببعضهم لهذه الدرجة وبعد مرور ثلاث سنوات على زواجهم بدأوا يواجهون الضغوط الضغوط من اهاليهم في مسألة الانجاب ،لان الاخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخ اصبح لديهم طفل او اثنين وهم مازالوا كما هم وأخذت الزوجة تلح على زوجها ان يكشفوا عند الطبيب عل وعسى ان يكون امر بسيط ينتهي بعلاج او توجيهات طبية ، وهنا وقع مالم يكن بالحسبان ،حيث اكتشفوا ان الزوجة عقيم وبدأت التلميحات من اهل صاحبنا تكثر والغمز واللمز يزداد الى ان صارحته والدته وطلبت منه ان يتزوج بثانية ويطلق زوجته او يبقيها على ذمته بغرض الانجاب من اخرى، فطفح كيل صاحبنا الذي جمع اهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه : تظنون زوجتي عقيم ؟؟ ترى العقم الحقيقي ما يتعلق بالانجاب، أشوفه انا في المشاعر الصادقة والحب الطاهرالعفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم الواحد أكثر من مائه مولود وراضي بها وهي راضية فيني ولاعاد تجيبون لها الموضوع ، واصبح العقم الذي كانوا يتوقعون فراقهم به سبباً اكتشفت به الزوجة مدى التضحية والحب الذي يكنه صاحبنا لها وبعد مرور اكثر من تسع سنوات قضاها الزوجان على اروع مايكون من الحب والرومانسية ، بأت الزوجة تهاجم اعراض مرض غريب اضطرتهم الى الكشف عليها بقلق في احد المستشفيات الذي حولهم الى مستشفى الملك فيصل التخصصي وهنا زاد القلق لمعرفة الزوج وعلمه ان المحولين الى هذا المستشفى عادة مايكون مصابون بامراض خطيرة وبعد تشخيص الحالة واجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي صارح الاطباء زوجها بأنها مريضة بداء عضال حجم المصابين به معدود على الاصابع في الشرق الاوسط ، وانها لن تعيش كحد اقصى من خمس سنوات بحال من الاحوال والاعمار بيد الله ، ولكن الذي يزيد الألم والحسرة ان حالتها ستسوء في كل سنة اكثر من سابقتها ، وان الافضل ابقائها في المستشفى لتلقي الرعاية الطبية الى ان يأخذ الله امانتها ، ولم يخضع الزوج لصدمة الاطباء ورفض ابقائها لديهم وقاوم اعصابه كي لاتنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقى زوجته به الرعايه فابتاع ماتجاوز 260000ريال من اجهزة ومعدات طبية، جهز بها شقته لتستقبل زوجته بعد الخروج من المستشفى وكان اغلب المبلغ المذكور قد تدينه بالاضافة الى سلفه اقترضها من البنك واستقدم لزوجته ممرضة متفرغة كي تعاونه في القيام على حالتها ، وتقدم بطلب لادارته ليأخذ اجازة من دون راتب ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها ، فهو في اشد الحاجة الى كل ريال من الراتب ، فكان اثناء دوامه يكلفه باشياء بسيطة ما ان ينتهي منها حتى يأذن له رئيسه بالخروج ، وكان احيانا لايتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضي باقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام بيديه ويضمها الى صدره ويحكي لها القصص والروايات ليسليها وكلما تقدمت الايام زادت الالام ،والزوج يحاول جاهدا التخفيف عنها ، وكانت قد اعطت ممرضتها صندوق صغير طلبت منها الحفاظ عليه وعدم تقديمه لأي كان الا لزوجها اذا وافتها المنية ، وفي يوم الاثنين مساء بعد صلاة العشاء كان الجو ممطرا وصوت زخات المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لها القلب فرحا .. اخذ صاحبنا ينشد الشعر على حبيبته ويتغزل في عينيها ، فنظرت له نظرة المودع وهي مبتسمة له .. فنزلت الدمعة من عينه لادراكه بحلول ساعة الصفر .. وشهقت بعد ابتسامتها شهقة خرجت معها روحها وكادت تأخذ من هول الموقف روح زوجها معها ... ولكن بعد الصلاة عليها ودفنها بيومين جاءت الممرضة التي كانت تتابع حالة زوجته فوجدته كالخرقة البالية ، فواسته وقدمت له صندوقا صغيرا قالت له بأن زوجته طلبت منها تقديمه له بعد ان يتوفاها الله .. فماذا وجد في الصندوق..؟؟؟ زجاجة عطر فارغة ، وهي اول هدية قدمها لها بعد الزواج .. وصورة لهما في ليلة زفافهم وكلمه احبك في الله منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة وأعظم انواع الحب هو الذي يكون في الله ورسالة قصيرة سأنقلها لكم كما جاء في نصها تقريبا :
الرسالة
زوجي الغالي :لاتحزن على فراقي فو الله لو كتب لي عمر ثاني لاخترت ان أبدأه معك ولكن انت تريد وانا اريد والله يفعل مايريد ..
اخي فلان: كنت اتمنى ان اراك عريسا قبل وفاتي..
اختي فلانة : لاتقسي على ابنائك بضربهم فهم احباب الله ولايحس بالنعمة الا فاقدها ..
عمتي فلانة .. ام زوجها : احسنت التصرف حين طلبتي من ابنك ان يتزوج من غيري لانه جدير بمن يحمل اسمه من صالح الذرية بأذن الله..
كلمتي الاخيرة لك يازوجي الحبيب أن تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبقى لك عذر .. واتمنى ان تسمي اول بناتك بأسمي .. واعلم اني سأغار من زوجتك الجديدة حتى وانا في قبري | |
|