الــــذكـــريــات
..... ماأجمل ان يكون لنا ذكريات نحيا بها ..! ماأروع ان نستمتع بجمال
الوفاء لتلك الذكريات....!وماأشد ألم الذكرى عندما نتيقن من عدم رجوعها
مرة اخرى....!
اذا تكلمنا عن ذكريات الحب فنحن نتحدث عن اشد
الذكريات ألما فى حياة الانسان وهى ذكريات الحب الضائع ..ماأشد عذاب المرء
عندما يعيش لحظات من
الألم بعيدا عن الحبيب ،وليس معه سوى ذكريات حب مضى ،يشعر بان بحرا من الحزن قد اجتاح قلبه ،ذلك البحر الذى يحرق القلب بنار من قسوة
الفراق
..ويغرق العين بوابل من الدموع والأنين .. يتمنى لو عادت لحظة من لحظات
الحب الجميل الصادق فيستمتع مرة اخرى بالنظر الى اعين حبيبه ، الى
لمس
يديه، الى الشعور بحنانه عليه ..ذلك الحنان الذى لم يعد موجودا ...شعور لم
يكن يرويه سوى حبيبه ....نار لم تكن لتنطفىء الا بيدى حبيبه وقرة عينه....
احزان لم يكن يذيبها سوى سماع صوت توأم روحه ونور بصره.....قلب لم يكن
ينبض الا لصاحبه ،وعين لم تكن ترى الا به، قسمات وجه لم تكن لتزينها
البسمة
الا برؤية محيا الحبيب وبسمته تعلو جنبات المكان،روح لم تكن تشعر بحياتها
وكيانها الى بحضور توأمها .... ماأجمله ذلك الشعور ....! وماأقساه وقت يمر
دون وجود تلك المشاعر...!
يجلس المحب يتذكر... كم مشيت كثيرا فى مروج خضراء وسط سحر من الزهور وبساتين من الورود وحقول من الياسمين امرح وألعب وانسى أحزانى
وماتعتصرنى
من آلام مع حبيبى ، كم جلست لحظات المطر لا أشعر ببرد ولا رعود ولا بروق ،
بل اشعر بدفء حب يغطينى ، و قرب يد منى تطمئننى ، يد
طالما كانت
بجوارى لحظات ألمى وحزنى وفرحى وحيرتى وغيرتى وصحتى ومرضى ، كم جلسنا امام
بحر من العشق ، وكم سرنا تحت سماء من الوفاء ، وكم تناسينا هموما ، وكم
أذبنا من آلام ، وكم ذهبنا بخيالنا بعيدا حلمت بان اصعد بحبيبتى الى
السماوات العاليه حيث الفضاء الفسيح ابعدها عن اعين الناس فلا تراها إلا
عينى ، ابعدها عن هموم الدنيا وقسوة الايام علينا ، نحلم بأشياء ساحرة
نحققها فى احلامنا قد لا نستطيع تحقيقها فى واقعنا .
كم شدونا من اغانى ... كم تنشقنا من نسيم .... كم تمنينا من امانى .... طمعا فى عطف رب كريم
كم رأينا من زهور..... كم كتبنا من سطور...كم اطلقنا من ضحكات ... تستخرج منها العطور
كم اشعلنا من شموع ...كم ذرفنا من دموع...كم رأينا نبض قلب .... تعبت منه الضلوع
كم فاض قلب بالنداء... شق دربا فى الفضاء... كم شدونا نشيد حب ... علم الدنيا الوفاء
نعم
.... إنها أنشودة الحب الباقى الخالد رغم قسوة الايام .... رغم عقبات
السنين ... استطاع الدهر ان يفرق جسدينا ولكن لم يفرق قلبينا .... انتصرت
الايام فى ألا تتعانق يدينا ولكننا هزمناها بعناق روحينا ... حرمنا الزمن
من تحقيق احلامنا ، ولكن لم يستطع ان يأخذ آخر ما تبقى لدينا وأغلى
مانملكه..هى الذكرى .
ماأروع وفائى لذكرياتى وحنينى لها ...! ماأجمل
وجهى عندما يبتسم اذا تذكر موقفا مع حبيبى ..وماأشده حزنا عندما أبكى بعد
تلك البسمات ...! اتذكر ابسط الاشياء لا انسى همسه من صوته عند الحنين ..
ولا رعشة من يديه عند اللقاء .... ولا ابتسامة لعينيه اذا رأت فى الافق
عينى ....ولا دمعة ذرفها عند فراقى ... كيف انسى.....؟ كيف ينسى المرء
روحه ....؟ كيف يقطع شريانه بيديه....؟
الذكرى .... أيتها الكلمة
ماأجملك فى بقايا حلم جميل ... وماأقساك فى فجر يوم طويل ... أحلم بحبيبى
كل ليلة ... فاطلق بدل الضحكة الف ضحكة ...ضحكة من الفرحة وضحكة من الحسرة
...
لا أرى سوى عينيه أمامى .... لا أسمع الا أنين غرامى .... لا أرى
لذة من أيامى ... لا أجد جدوى فى كلامى... أنظر نظرة فى السماء ...فأصرخ
صرخة فى الفضاء.... هل من مجيب ؟ ... هل من مرجع للحبيب ..؟ هل جن جنونى
....؟ أم انا على شفا موت قريب ...؟
الذكريات أمانة لابد ان تبقى فى
أذهاننا سواء اكانت جميلة ام مؤلمة .... سعيدة ام حزينه .... فمن ليس له
ماض ليس له حاضر ... اذا شعرت بحنينى الى ذكرياتى اشعر حقيقة انى مازلت
انسان امتلك مشاعر واحاسيس ....انى مازلت وفيا مخلصا لذكرى عشتها بكامل
سعادتى ... اطلقت ضحكات من داخل قلبى ..وبكيت ايضا من داخل روحى .... لا
املك من كلمات لحبيبتى الا تلك الوصية :
( إذا مالت شمس الحياة إالى الغروب ،وفارق كل حبيب ما له من محبوب ،فأذكرينى فإن الذكرى ناقوس يدق فى عالم النسيان ) ....