لماذا أتيت
يا فارساً لم يعرف معناً للمستحيل
لماذا أتيت ؟؟
ولما لعبت دور البطولة معي
لماذا دخلت الحصن
وحاربت حتى وصلت
وأنت تعلم أن دخوله
أشبه بالمستحيل
هو مؤصد في وجهه
كل الرجال
خلف جدار الحصن
بستان يسر الناظر
ويروي العطشان
به بئر ماء زلال
أنت تعلم كما يعلم غيرك
أنني مهرة جامحة
لم يمتلكني فارس
ولا حتى جان!!
استطعت الوصول إلى
وروضتني
سكنت لك
ولأول مرة
في لحظاتي ودقائق حياتي
أسدل الستار على قوتي
وعلى عزة نفسي
وكبريائي
سمحت لك بالدخول إلى عالمي
مكنتك من قلبي
وانحنى لك رأسي
ولم يكن قبلك انحنى لإنسان
لماذا أتيت ؟!
هل كان ذلك الدخول تحدياً
وانتصرت !!
أم أنك لم تتحمل
أن ترى امرأة قادرة على الصمود في وجهه الرجال
دخلت عالمي
لتراني كسيرة
بين يديك
أنا لا أعلم كل من كان قبلك
حاول الدخول لعالمي ليروضني
وأكون معه كل الحياة الباقية لنا في الدنيا
وأنت روضتني ورحلت
لماذا ؟؟
ألم تعجبك تلك المهرة
أم أنها نشوة الانتصار ؟!
إذا لماذا حاربت !!
لماذا جعلت الأصابع مني تدمى
والعيون تدمع لما!!
أمعقول أنك إنسان
ماذا تظن أن أفعل
هل انتظرك ؟؟
أم اتبعك ؟؟
كلا والله ..
دخلت عالمي وهو محكم
واستطعت ذلي
وأنا القادرة على ذل كل الرجال ...
عرفت نقاط ضعفي
قبل قوتي
وانتهزت الفرصة بإتقان .
لماذا لم تأخذ هديتك بعد الفوز ؟؟
لماذا تركتني وحيدة ...
كسيرة أعاني برد الشتاء ...
وأقاسى لهيب الصيف .
تمزقني أوراق الشجر المتساقطة ...
ويخيفني صوت المطر ...
ويمر الربيع ولأول مرة في حياتي لم أشعر فيه بالارتياح ..
.سأنهض ..
أكيد أنني سأقاوم
سأغلق الباب
وسيرجع حصني منيعاً
وعواطفي ستعود جامحة
ولن يروضني رجل ..
أقسم لك بذلك ...
حتى لو عدت
ستجدني كما وجدتني أول مرة ...
امرأة لا ينحني رأسها أمام الرجال ...
صدقني لن تجد تلك الجميلة كسيرة
بل ستجد كل القوة
وإن دخلت مرة أخرى إلى حياتي
فلن أأمنك وسأقتلك ؟؟
قبل أن تتركني وحيدة لأحزاني وآلامي
ولحظات القهر والذل لتقتات من كرامتي
والشعور بالضعف واليأس ليسكن أوردتي وشراييني ..
سأمزق كل دفاتر الذكريات
وأمحو كل لحظات الندم
وسأكسر الحسرات
وأتوشح بالعفاف والقوة
سأكتب أسمك على جدار الحصن
حتى لا أأمن من هم من جنسك
صدقني ذلك الجدار الذي هدمته
ستجده أقوى
وسيكون جدارين
وذلك القلب البريء
الذي اغتلته
ستجده بإذن الله
محفوفاً ببناء من فولاذ
أساسه الكره لكل الرجال
وبوابته من حديد
نقش عليها قصص العذاب
وستجد تلك المشاعر التي اعتليتها يوما
نارا حارقة
لا تستطيع ترويضها
ستكون مثل وهج الشمس
ولن أسمح لك بالدخول إلى عالمي
وإن استطعت الدخول سأقتلك
أو أقتل نفسي
فالحياة بكرامة امرأة
أفضل من الحياة
تحت ذل رجل
صدقني لو عدت
لن تجد ما يسرك
أسمعت
ذلك البحر الهائج سيبتلعك
وتلك الأسماك الناعمة ستأكلك
وذلك البستان ستدفن به .
فلا تعود
وإن كنت أتمنى عودتك
لأعرف فقط
لماذا أتيت ؟
ولماذا روضت المهرة
ولم تأخذها معك ؟
لماذا سؤال كبير إجابته لديك !!
ولكن حاذر لا تقترب أجب من خلف الجدار .
بالأمس كنت أعتقد
أن بين رجال الأرض
رجل خلق لي ..
فارساً لم يعرف إلا المهرة التي داخلي
ولكن اليوم أعلم حق اليقين
أنني لم أخلق ليمتلكني رجل
أسمعت
فلا تعود !!